بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 8 أغسطس 2014

تأملات في آيات ( 22 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين


سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ٢٢-٣٠ )



 يقول تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ سورة الاحزاب

* التفسير :
قوله تعالى :{ إن اللّه وملائكته يصلون على النبي} قال البخاري: قال أبو العالية: صلاة اللّه تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء، وقال ابن عباس: يصلون يبركون، وقال سفيان الثوري: صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار .. والمقصود من 

هذه الآية : أن اللّه سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى، ورفعة درجته، وعلو منزلته عند اللّه وعند خلقه، ورفع ذكره صلى الله عليه وسلم ..

{ يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً} .. اقتداء باللّه وملائكته، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم، وتكميلاً لإيمانكم، وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم، ومحبة وإكرامًا، وزيادة في حسناتكم، وتكفيرًا من سيئاتكم ..
وهنا أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً ..


📍 همْسَة 

["(إن الله وملائكته"يصلّون"على النبي) ..
المضارع يفيد التجدد والاستمرار ..
الصلاة عليه في السماء لا تتوقف ..
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد "]

د. عبدالله بلقاسم.

--------
تذكير :
لا تنسو أهلنا (الجرح النازف) في غزة من دعاؤكم ..

تأملات في آيات ( 21 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين

سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ٢١-٣٠ )

يقول تعالى :﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾
سورة العنكبوت


* التفسير :

{ والذين جاهدوا فينا}  يعني : الرسول ، صلوات الله وسلامه عليه ، وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين ، أي جاهدوا الكفار في طلب مرضاتنا . وقيل : هو جهاد عام في دين الله وطلب مرضاته ..

{ لنهدينهم سبلنا} أي : لنبصرنهم طرقنا في الدنيا والآخرة .والمقصود: بالسبل الطرائق الموصلة إلى الخير، وطريق الخير في أصله واحد إلا أن له فروع تؤدي إليه بحسب ما أعطى الله ..

{ وإن الله لمع المحسنين} بالنصر والمعونة في دنياهم وبالثواب والمغفرة في عقباهم .



 📍همْسَة 

["من تحرّى العدل والإنصاف واجتهد في حمل نفسه عليه وفّقه الله للحق .. قال تعالى:(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) ، والآية عامة على الصحيح"]
 أ. يعقوب العتيبي.

تأملات في آيات ( 20 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. وبه نستعين 

سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ٢٠-٣٠ )





 يقول تعالى :﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ سورة النمل .

* التفسير :

قوله تعالى : { أمن يجيب المضطر إذا دعاه} أي هل يجيب المضطرب الذي أقلقته الكروب وتعسر عليه المطلوب واضطر للخلاص مما هو فيه إلا الله وحده ؟ .. قال ابن عباس : هو ذو الضرورة المجهود . وقال السدي : الذي لا حول له ولا قوة ..

{ ويكشف السوء} أي البلاء والشر والنقمة والضر . وقال الكلبي : الجور .

{ ويجعلكم خلفاء الأرض} أي سكانها ، يهلك قوماً وينشئ آخرين . وفي كتاب النقاش : أي ويجعل أولادكم خلفاً منكم ..

{ أإله مع الله} على جهة التوبيخ ; كأنه قال : أمع الله ويلكم إله ..

{ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ْ} أي: قليلٌ تذكركم وتدبركم للأمور التي إذا تذكرتموها ادَّكرتم ورجعتم إلى الهدى، ولكن الغفلة والإعراض شامل لكم فلذلك ما أرعويتم ولا اهتديتم. 


 همْسَة 

["(أمن يجيب المضطر) .. قال الشنقيطي : هذا من حق الله الخالص كخلق السموات .. لا يجيب المضطر إلا الله .. لا تبحث عن أحد غيره "]
د. عبدالله بلقاسم .

تأملات في آيات ( 19– 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين 


سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ١٩-٣٠ )




يقول تعالى : ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ سورة الفرقان .

* التفسير :

هذه صفات عباد اللّه المؤمنين ..

{ الذين يمشون على الأرض هونا} أي بحلم وسكينة ووقار وتواضع من غير تجبر ولا استكبار، ولا سعي بالفساد ومعصية الله .

{ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} أي إذا سفه عليهم الجهال بالقول السيء لم يقابلوهم عليه بمثله، بل يعفون ويصفحون ولا يقولون إلا خيراً، كما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، لا تزيده شدة الجاهل عليه إلا حلماً ..


📍 همْسَة 

ليس من العقل والحكمة ان تدع عدوك يحدد لك متى تنطلق ومتى تسكت، وتجاهله يصيبه في مقتل، وتدبر (واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) ..
 فاجعله منهجا لك"

 أ.د. ناصر العمر .

الاثنين، 4 أغسطس 2014

تأملات في آيات ( 18– 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين 


سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ١٨-٣٠ )

يقول تعالى : ﴿ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾ سورة المؤمنون.

* التفسير :
هذا تقريع من اللّه وتوبيخ لأهل النار على ما ارتكبوه من الكفر والمآثم، والمحارم والعظائم التي أوبقتهم في ذلك ، ولهذا قال:
{ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين} أي غلبت علينا لذاتنا وأهواؤنا ، وقد قامت علينا الحجة ولكن كنا أشقى من أن ننقاد لها ونتبعها ، فضللنا عنها ولم نرزقها ..

{ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون} أي أرددنا إلى الدنيا فإن عدنا إلى ما سلف منا فنحن ظالمون مستحقون للعقوبة ..

فقال الله جوابا لسؤالهم - (قيل :يجاوبون بعد ألف سنة) :
{ اخسؤوا فيها}  أي امكثوا فيها صاغرين مهانين أذلاء ..

{ ولا تكلمون} أي لا تعودوا إلى سؤالكم هذا فإنه لا جواب لكم عندي .. 


يقول الشيخ السعدي : وهذا القول - نسأله تعالى العافية - أعظم قول على الإطلاق يسمعه المجرمون في التخييب، والتوبيخ، والذل، والخسار، والتأييس من كل خير، والبشرى بكل شر، وهذا الكلام والغضب من الرب الرحيم، أشد عليهم وأبلغ في نكايتهم من عذاب الجحيم ..




📍 همْسَة 

["(قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين) هذه هي الحقيقة لو اعترفوا بها قبل فوات الوقت. تدارك نفسك الآن قبل فوات الأوان .."]

أ.د.عبدالرحمن الشهري .

تأملات في آيات ( 17 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين 



سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ١٧-٣٠ )





يقول تعالى : ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ  ﴾ سورة الحج.

* التفسير :

قوله تعالى : { أفلم يسيروا في الأرض}  يعني كفار مكة فيشاهدوا هذه القرى التي نزل بها العذاب فيتعظوا، ويحذروا عقاب الله أن ينزل بهم كما نزل بمن قبلهم ..

{ فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها} أي فيعتبرون بها . وأضاف العقل إلى القلب لأنه محله كما أن السمع محله الأذن ..

{ فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} أي ليس العمى عمى البصر، وإنما العمى عمى البصيرة، قال قتادة : البصر الناظر جعل بلغة ومنفعة، والبصر النافع في القلب ..
وقال مجاهد : لكل عين أربع أعين؛ يعني لكل إنسان أربع أعين : عينان في رأسه لدنياه، وعينان في قلبه لآخرته؛ فإن عميت عينا رأسه وأبصرت عينا قلبه فلم يضره عماه شيئا، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه فلم ينفعه نظره شيئا.



📍 همْسَة 

["الشبهات تفسد التصورات فتضعف البصيرة فيرى القلب الأشياء على غير ما هي عليه إلى أن يعمى.. (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)"] 

د. خالد المصلح .

تأملات في آيات ( 16 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به مستعين 

سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ١٦-٣٠ )

يقول تعالى : ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ  ﴾ سورة طه .

* التفسير :

يقول تعالى: { وما تلك بيمينك يا موسى} قال بعض المفسرين إنما قال له ذلك على سبيل الإيناس له؛ وقيل وإنما قال له ذلك على وجه التقرير، أي أما هذه التي في يمينك عصاك التي تعرفها؟ فسترى ما نصنع بها الآن ..

{ قال هي عصاي أتوكأ عليها} أي اعتمد عليها، في حال المشي والوقوف ..

{ وأهش بها على غنمي} أي أهز بها الشجرة ليتساقط ورقها لترعاه غنمي .. قال عكرمة : أي أضرب بها الشجر، فيسقط من ورقها عليّ ، وقال الإمام مالك: الهش أن يضع الرجل المحجن في الغصن ثم يحركه حتى يسقط ورقه وثمره ولا يكسر العود، فهذا الهش ولا يخبط .. 

{ ولي فيها مآرب أخرى} أي مصالح ومنافع وحاجات أُخر غير ذلك.


📍 همْسَة 

["(وأهش بها على غنمي) ..
في أشرف لقاء تشرف به بشر
تحدث النبي عن رعيه للغنم.
شرفنا أن نعيش بحقيقتنا في كل الظروف دون تصنّع أو زيف"]

 د.عبدالله بلقاسم .