بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 16 يوليو 2014

تأملات في آيات ( 15 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين 

سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ١٥-٣٠ )


 سورة الكهف

* التفسير :

قوله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}. أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بصحبة الأخيار وملازمتهم، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم، وإن كانوا فقراء ..
 
{يدعون ربهم} دعاء الله يكون بذكره وتمجيده والثناء عليه قولاً باللسان، وعملاً بالجوارح 

{بالغداة والعشي} أول النهار وآخره ، وقيل : المراد كونهم مواظبين على دعاء ربهم في كل الأوقات ..

{ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا}،أي: لا تجاوزهم بصرك، وترفع عنهم نظرك ،
 قال ابن عباس: ولا تجاوزهم إلى غيرهم يعني تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة ، وتتزين بمجالسة هؤلاء الرؤساء، الذين اقترحوا إبعاد الفقراء من مجلسك ..

{ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه} أي شُغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا ، وآثر هوى نفسه على طاعة ربه ..

{ وكان أمره فرطا} أي أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع، ولا تكن مطيعاً له ولا محباً لطريقته، ولا تغبطه، بما هو فيه ..



📍همْسَة

["(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم) بصيغة الجمع ..
(ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) بصيغة المفرد ..
فشخص واحد كفيل بأن يخرجك من الجماعة الصالحة"] د.عبدالمحسن المطيري .

تأملات في آيات ( 14 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين 

سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ١٤-٣٠ )




يقول تعالى : ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ سورة النحل

* التفسير :
قوله تعالى : { إن إبراهيم } وصف الله عبده ورسوله وخليله إبراهيم عليه السلام ، إمام الحنفاء ووالد الأنبياء وصفاً بديعاً فقال ..

{ كان أمةً قانتاً لله حنيفاً } أي: إماماً جامعاً لخصال الخير هادياً مهتدياً.
قال ابن كثير: " الأمة " هو الإمام الذي يقتدى به . والقانت : هو الخاشع المطيع . والحنيف : المنحرف قصداً عن الشرك إلى التوحيد ، وقال مجاهد : " أمة " أي : أمة وحده .. 

{ ولم يك من المشركين } أي في قوله وعمله، وجميع أحواله ، فهو مقبلٌ على الله بالمحبة، والإنابة والعبودية معرضاً عمن سواه ..


📍همْسَة 

["إبراهيم عليه السلام كان المسلم الوحيد، ووصفه الله بأنه (أمة) ..
بينما وصف نبينا صلى الله عليه وسلم المسلمين آخر الزمان بأنهم (غثاء) مع كثرتهم"] أ.د.ناصر العمر .

تأملات في آيات ( 13 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين

سلسلة :
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ١٣-٣٠ )





يقول تعالى :{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }
سورة إبراهيم

* التفسير :
قوله تعالى { وإذ تأذن ربكم} قيل : هو من قول موسى لقومه. وقيل : هو من قول الله؛ أي واذكر يا محمد إذ قال ربك كذا..

{ تأذن} أذن بمعنى أعلم؛ مثل أوعد وتوعد؛ روي معنى ذلك عن الحسن وغيره.

{ لئن شكرتم لأزيدنكم} أي لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي. قال الحسن : لئن شكرتم نعمتي لأزيدنكم من طاعتي.
وقال ابن عباس : لئن وحدتم وأطعتم لأزيدنكم من الثواب ..

{ ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} أي جحدتم حقي. وقيل : نعمي؛ وعد بالعذاب على الكفر، كما وعد بالزيادة على الشكر، وحذفت الفاء التي في جواب الشرط من {إن} للشهرة ..


📍 همْسَة 

["قبل أن ترفع يديك تسأله المفقود .. أنزل عينيك واشكره على الموجود (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)"] د. صالح الشمراني .

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

لمسات بيانية في القرآن الكريم .. ( 1 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين 



         📍لمسات بيانية في القرآن الكريم 📍


قال الله سبحانه في سورة أل عمران على لسان زكريا حينما بشرته الملائكه بحيي  ( قال رب انى يكون لي غلام و قد بلغني الكبر و امراتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء ) 

وقال على لسان مريم حين بشرتها الملائكه بعيسى : 
 قالت ربي انى يكون لي ولد و لم يمسسني بشر قال كذلك يخلق الله ما يشاء اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون ) 


 الأسئلة : 

لماذا قال زكريا (( أنى يكون لي غلام ))
بينما قالت مريم (( أنى يكون لي ولد))
زكريا ذكر " الغلام " و مريم ذكرت " الولد " ؟؟ 


لماذا قال الله سبحانه مخاطبا زكريا 
 ((قال كذلك الله يفعل ما يشاء))
و قال مخاطبا مريم
 ((كذلك الله يخلق ما يشاء)) ؟ 

--- 

الإجابات : 

لو تدبرنا القصتين لوجدنا:

في  قصة زكريا هو  الذي طلب ذرية اي انه حدد طلبه من الله فلما بشر بيحي قال ان يكون لي غلام فناسب التحديد هنا بكلمة غلام و الغلام هو الذكر اي انه محدد.

اما في قصة مريم نجد ان مريم لم تطلب الولد و لما بشرت قالت انى يكون لي ولد و الولد يطلق على الانثى و الذكر و يطلق على واحد اة اكثر ,فهي لم تحدد و انما اطلقت تعجبها لانها استغربت من امكانية الانجاب اصلا لعدم توفر اسبابه و عدم تحديده هنا بكلمة ولد و ذلك لشدة غرابة الحدث,
لو قارنا بين الحدثين هنا لوجدنا: زكريا يطلب ولد مع كونه كبيرا في السن و امراته عاقر.
و مريم تبشرها الملائكة بولد مع انها لم يمسسها بشر من قبل.
من الواضح ان تبشير مريم اشد غرابة و عجبا من تبشير زكريا.


و لو قارنا بين الفعلين يفعل و يخلق : 

 لوجدنا ان "فعل" اقل قوة من "خلق" لان الخلق من العدم اما الفعل فليس كذلك فقط تفعل شيئا هو مخلوق اصلا.

فناسب ان يجعل مع قصة زكريا "فعل" و مع قصة مريم "خلق" ليتناسب الكلام مع المعنى فسبحان قائل هذا الكلام العلي الحكيم.



هذا والله أعلم و صل الله وسلم على سيدنا محمد ﷺ 

الجمعة، 11 يوليو 2014

تأملات في آيات ( 12 – 30 )


بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين 


سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ١٢-٣٠ )





⬅ يقول تعالى :

﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِين ﴾ سورة هود

* التفسير :
{ وما من دابة في الأرض } هي كل ما دبَّ على الأرض من المخلوقات صغيرها وكبيرها ..

{ إلا على الله رزقها } إلا ومن الله رزقها الذي يصل إليها ، هو سبحانه به متكفل ..

{ ويعلم مستقرها } مسكنها في الدنيا ، قال ابن عباس : حيث تأوي ، وقال مجاهد : في الرحم ..

{ ومستودعها } قال ابن عباس : حيث تموت ، وقال مجاهد : في الصُلب ..
 
{ كلٌ } أي ما ذكر من عدد كل دابة ، ومبلغ أرزاقها ، وقدر قرارها في مستقرها، ومدة لبثها في مستودعها..

{ في كتاب مبين } بيِّن مثبت مكتوب عند الله في كتاب ، وهو اللوح المحفوظ .


 
📍 همسة 

["(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) في أبعد بقعة..خلف أحراش النسيان..حشرة ضعيفة..لا تفهم عن هذا الكون شيئا .. تكفل الله برزقها"] علي الفيفي  .


تفسير ابن باز رحمة الله : 

تأملات في آيات ( 11 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين 


سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ١١-٣٠ )

يقول تعالى :﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾ سورة يونس 

* التفسير :

قوله تعالى: { فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية} قال ابن عباس وغيره من السلف: إنَّ بعض بني إسرائيل شكّوا في موت فرعون، فأمر اللّه البحر أن يلقيه بجسده سوياً بلا روح، ليتحققوا من موته وهلاكه؛ ولهذا قال تعالى: { فاليوم ننجيك} أي نرفعك على نشز من الأرض ..

{ ببدنك} قال مجاهد: بجسدك، وقال الحسن: بجسم لا روح فيه ..

{ لتكون لمن خلفك آية} أي لتكون لبني إسرائيل دليلاً على موتك وهلاكك، وأن اللّه هو القادر الذي ناصية كل دابة بيده، وأنه لا يقوم لغضبه شيء ..

{ وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون} أي لا يتعظون بها ولا يعتبرون بها ولا يتفكرون فيها ..


📍 همسة 

["تبقى آثار الظالم فيها عبرة وعِظَة لمن بعده ( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية )"] محمد صالح المنجد .



تأملات في آيات ( 10 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين

سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ١٠-٣٠ )




يقول تعالى :﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ سورة التوبة


* التفسير :
يعلم تبارك وتعالى نبيّه صلى اللّه عليه وسلم بعدواة هؤلاء المنافقون المرتابون في دينهم له .. لأنه مهما أصابه من حسنة، أي فتح ونصر وظفر على الأعداء مما يسره ويسر أصحابه .. ساءهم ذلك .

فقال { قل} أي لهم ..

{ لن يصيبنا إلا ما كتب اللّه لنا} أي نحن تحت مشيئته وقدره، وقيل ما كتبه الله في اللوح المحفوظ

{ هو مولانا} أي سيدنا وملجؤنا ..

{ وعلى اللّه فليتوكل المؤمنون} أي ونحن متوكلون عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل .. فإنهم إن يتوكلوا عليه، ولم يرجُوا النصر من عند غيره، ولم يخافوا شيئًا غيره ، يكفهم أمورهم، وينصرهم على من بغاهم وكادهم.


📍همسة 

["("قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله [ لنا]":
جميع قدر الله فيك هو [ لك] لا [ عليك ] ؛ إما سراء فتشكر، وإما ضراء فتصبر، والعاقبة: لك.. لك."]
د. سليمان الربعي .

الأربعاء، 9 يوليو 2014

تأملات في آيات ( 9 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين

سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ٩-٣٠ )





يقول تعالى :﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾  
سورة الأعراف

* التفسير :
قال بعض المفسرين : هذه آية جمع فيها المولى سبحانه وتعالى مكارم الأخلاق .

وقال القرطبي : 
هذه الآية من ثلاث كلمات، تضمنت قواعد الشريعة في المأمورات والمنهيات ..

*فقوله: { خذ العفو} دخل فيه صلة القاطعين، والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين. 

ودخل في قوله: { وأمر بالعرف} صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار. 

*وفي قوله: { وأعرض عن الجاهلين} الحض على التعلق بالعلم، والإعراض عن أهل الظلم، والتنزّه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة ...


📍 همسة 

["قانون السعادة: (خذ العفو ) .. فلا تدقّق"]
خالد المزيني .


الدعوة بالأخلاق الحميدة 



تأملات في آيات ( 8 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين


سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ٨-٣٠ )




يقول تعالى :﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴾  
سورة الأنعام

* التفسير :

{ وإن تطع أكثر من في الأرض } قال ابوجعفر : من بني آدم, لأنهم كانوا حينئذ كفارًا ضلالا .

{ يضلوك عن سبيل الله } عن دينه ، وعن الطريق التي تؤدي إلى ثوابه ..

{ إن يتبعون إلا الظنَّ } بمعنى : ما يتبعون إلا الظنَّ في مجادلتهم ..

{ وإن هم إلا يخرصون } ما هم إلا متخرِّصون، يظنون ويوقعون حَزْرًا، تخميناً لا يقينَ علم ،

 

📍 همسة 

["ﻻ يخيفنّك كثرة من خالف طريق الحق،فإنهم قليلون بباطلهم،وإنك كثير بحقك،فقد قال الله لنبيه المعصومﷺ(وإن تطع أكثر من في اﻷرض يضلوك عن سبيل الله)"] د. سعود الشريم .


تأملات في آيات ( 7 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. وبه نستعين


سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ٧-٣٠ )





يقول تعالى :﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ... ﴾ سورة الأنعام

* التفسير :

{ وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا } أي في القرآن الكريم بغير علم ، بالتكذيب والرد والاستهزاء ، قال مجاهد : هم الذين يقولون في القرآن غير الحق ..

{ فأعرض عنهم } ولا تجالسهم..
{ حتى يخوضوا في حديث غيره .. } أي حتى يأخذوا في كلام آخر غير ما كانوا فيه من التكذيب ..


📍 همسة 

["(وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم ) .. ليست كل الأماكن بيئات مناسبة للحوار والدعوة "] د. عبدالله بلقاسم .

الثلاثاء، 8 يوليو 2014

اللهُ الذِي يرسلُ الرّياح ..




 قال تعالى : 

( اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) ) 

قال ابن كثير رحمه الله : يبين تعالى كيف يخلق السحاب التي ينزل منها الماء فقال: { اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا } ، إما من البحر على ما ذكره غير واحد، أو مما يشاء الله عز وجل. { فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ } أي: يَمُدّه فيكثّرهُ ويُنَمّيه، ويجعل من القليل كثيرا، ينشئ سحابة فترى في رأي العين مثل الترس، ثم يبسطها حتى تملأ أرجاء الأفق. وتارة يأتي السحاب من نحو البحر ثقالا مملوءة ماء، كما قال تعالى: { وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [الأعراف: 57]، وكذلك قال هاهنا : { اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا } . 

قال مجاهد، وأبو عمرو بن العلاء، ومطر الوَرّاق، وقتادة: يعني قطعا.

وقال غيره: متراكما، قاله الضحاك. وقال غيره: أسود من كثرة الماء، تراه مدلهما ثقيلا قريبا من الأرض.

وقوله { فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ } أي: فترى المطر -وهو القطر -يخرج من بين ذلك السحاب، { فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } أي: لحاجتهم إليه يفرحون بنزوله عليهم ووصوله إليهم.

وقوله: { وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنزلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ } ، معنى الكلام: أن هؤلاء القوم الذين أصابهم هذا المطر كانوا قَنطين أزلين من نزول المطر إليهم قبل ذلك، فلما جاءهم، جاءهم على فاقة - حاجة -، فوقع منهم موقعا عظيما.

قال: { فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ } يعني: المطر { كَيْفَ يُحْيِي الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } .ثم نبه بذلك على إحياء الأجساد بعد موتها وتفرقها وتمزقها، فقال: { إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى } أي: إن الذي فعل ذلك لقادر على إحياء الأموات، { إنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

تأملات في آيات ( 6 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين 


سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ٦-٣٠ )




يقول تعالى : ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ  ﴾ سورة المائدة

* التفسير :

{ ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا} أي من فوض أمره إلى الله، وامتثل أمر رسوله، ووالى المسلمين، فهو من حزب الله. 
وقيل : أي ومن يتولى القيام بطاعة الله ونصرة رسوله والمؤمنين.
 
{ فإن حزب الله هم الغالبون } المفلحون المنصورون .. لنصره إياهم أوقعه موقع (فإنهم) بياناً لأنهم من حزبه أي أتباعه .
قال الحسن : حزب الله جند الله. وقال غيره : أنصار الله ..


📍 همسة 

["من أكبر معوقات انتصار المسلمين على خصومهم .. عدم تمام ولايتهم لله ولرسوله وللمؤمنين (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)"] د. سعود الشريم 

تأملات في آيات ( 5 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. به نستعين : 


سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ٥-٣٠ )





يقول تعالى : ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ سورة النساء

* التفسير :

{ إن المنافقين يخادعون الله } وذلك بإظهارهم خلاف ما أبطنوا من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية ..

{ وهو خادعهم } أي هو الذي يستدرجهم في طغيانهم وضلالهم ويخذلهم عن الحق والوصول إليه في الدنيا، وكذلك يوم القيامة ..

{ وإذا قاموا إلى الصلاة } مع المؤمنين ..

{ قاموا كسالى } متثاقلين ..

{ يراءون الناس }  أي لا إخلاص لهم ولا معاملة مع اللّه، بل إنما يشهدون الناس تقيَّة لهم ومصانعة ..

{ ولا يذكرون الله إلا قليلا } أي في صلاتهم لا يخشعون ولا يدرون ما يقولون، بل هم في صلاتهم ساهون لاهون .



📍 همسة 

["( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى )
حين يرحل الحُب من القلب .. يتثاقل المرء اللقاء .. "] د. خالد عوده. 

تأملات في آيات ( 4 – 30 )

بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين 


سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
 ( ٤-٣٠ )




يقول تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ سورة آل عمران

* التفسير :
{ يا أيها الذين آمنوا اصبروا } أي : على الطاعات والمصائب وعن المعاصي ..

{ وصابروا } الكُفَّار فلا يكونوا أشد صبراً منكم ..

{ ورابطوا } المرابطة هي المداومة في مكان العبادة والثبات .. وقال ابن عباس : انتظار الصلاة بعد الصلاة .. وقيل أي : أقيموا على الجهاد ..

{ واتقوا الله } في جميع أموركم وأحوالكم ..

{ لعلَّكم تفلحون } تفوزون في الدنيا والآخرة ..


📎 همسة 

["(يا أيها الذين آمنوا
اصبروا
وصابروا
ورابطوا
واتقوا الله 
لعلكم تفلحون) .
يشهدالتأريخ كله .. أنه لم يتصف أحدٌ بهذه الصفات .. إلا وُفقَ وأفلح دنياً وآخرة "] د. محمد العلي .

الأحد، 6 يوليو 2014

تأملات في آيات ( 3 - 30 )


بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين

سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
( ٣-٣٠ )







يقول تعالى :
( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾  سورة آل عمران


* التفسير :
يقول تبارك وتعالى: {قل} يا محمد معظماً لربك وشاكراً له ومفوضاً إليه ومتوكلاً عليه { اللهم مالك الملك} أي لك الملك كله ..
{ تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء} : أنت الذي تمنح الملك والمال والتمكين في الأرض مَن تشاء مِن خلقك، وتسلب الملك ممن تشاء، وتهب العزة في الدنيا والآخرة مَن تشاء، وتجعل الذلَّة على من تشاء ..
 
{ بيدك الخير} أي بيدك الخير والشر ، وقيل : خص الخير لأنه موضع دعاء ورغبة في فضله.
{ إنك على كل شيء قدير} أي : لا يمتنع عليك أمر من الأمور بل الأشياء كلها طوع مشيئتك وقدرتك سبحانك ..


همسة :
["(تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) نسبَ الله التصرف في هبةِ المُلك ونزعهِ لنفسه .. وفي ذلك إشارة إلى ضعف أسباب البشر المادية في حفظ المُلك "] د. عبدالعزيز الطريفي .

تأملات في آيات ( 2 - 30 )


بسم الله الرحمن الرحيم .. و به نستعين

سلسلة:
( تأمُّلاَتٌ فِي آيَات )
( ٢-٣٠ )






 يقول تعالى :
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ سورة البقرة


التفسير : قال القرطبي
فيه أربع مسائل:
*الأولى: قوله تعالى {وإذا سألك} المعنى : وإذا سألوك عن المعبود فأخبرهم أنه قريب يثيب على الطاعة ويجيب الداعي، ويعلم ما يفعله العبد من صوم وصلاة وغير ذلك.
 
الثانية: قوله تعالى {فإني قريب} أي بالإجابة. وقيل بالعلم. وقيل : قريب من أوليائي بالإفضال والإنعام.
*الثالثة: قوله تعالى {أجيب دعوة الداعي إذا دعان} أي أقبل عبادة من عبدني، فالدعاء بمعنى العبادة، والإجابة بمعنى القبول.
الرابعة: قوله تعالى {فليستجيبوا لي} قال مجاهد وغيره : المعنى فليجيبوا إليّ فيما دعوتهم إليه من الإيمان، أي الطاعة والعمل
{ لعلهم يرشدون} قال الهروي : الرُّشد والرَّشد والرشاد : الهدى والاستقامة ..



همسة :
["(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب ...)  قدّمَ القرب على الإجابة.
لأن فرح المؤمن بقرب ربه منه .. ألذ من إجابة دعائه "] د. عبدالله بلقاسم .